سليانة: الجفاف يعصف بالمنابع الطبيعية.. عين بوسعدية نموذجا
تزخر ولاية سليانة بعدد من الينابيع الطبيعية والعيون الجبلية التي لطالما تنبع مياها عذبة جاذبة للزوار، ووجهة للسياحة الايكولوجية من ناحية، ومصدر مياه عذبة لمتساكني المناطق المجاورة، غير أنّ توالي سنوات الجفاف مع غياب التساقطات أثّر سلبا عن هذه الينابيع، فجفّت جداولها وانقطع خرير مياهها.
عين بوسعدية بمنطقة برقو من ولاية سليانة، إحدى أشهر العيون الطبيعية الجبلية، عصف بها الجفاف، وكشف عن بنيتها الأساسية فأضحت نافرة، خالية من زوارها بعد أن كانت وجهة للرياضات الجبلية والملتقيات الشبابية كغيرها من العيون الاخرى.
وفقا للمعطيات المحلية بجهة سليانة، فإنّ 75 % من الينابيع والعيون جبلية جفّت جراء الجفاف وغياب التساقطات واستنزاف المائدة المائية في ظلّ غياب استراتيجية لتعبئة المياه واستغلاله.
ومع تواصل ارتفاع درجات الحرارة، تشهد أغلب عمادات ومعتمديات ولاية سليانة شحّ المياه وغياب تام لشبكة ربط بالمياه الصالحة للشرب ببعض أريافها فتبقى العيون الطبيعية والاودية ملاذ للمتساكنين.
ومع استفحال شبح الجفاف، فإنّ معاناة الحصول على الماء تزداد يوما بعد يوم خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف، على أمل إعادة النظر في السياسات المائية المتخذة وتحقيق العدالة المائية خاصّة بالمناطق الداخلية.
نبيهة الصادق